سياحة المرح والرقص في اليونان
كرنفال «باترا» تقليد توارثته الأجيال على مرالسنين
باترا (اليونان): عبد الستار بركات
إذا مٌزجت السياحة مع المرح والتخيل والرقص معا، وأُضيفت إليها الرغبة والاستطاعة، فإنك عندها تحصل على رحلة سياحية فريدة من نوعها، تجدها فقط في احتفالات كرنفال «باترا»، التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر غرب العاصمة اليونانية أثينا.
وتعود احتفالات هذا الكرنفال إلى عام 1860، إذ كان يقتصر وقتها على شكل من حفلات الرقص يقيمها البرجوازيون، ولكن الآن يجرى في إطار من احتفالات تتخللها مئات الرقصات والأغاني والموسيقى والتجول في أحياء المدينة التي هي أشبه بالأساطير.![]()
اطلق محافظ المدنية أندرياس فوراس،مراسم بدء الاحتفالات .
ومدينة باترا هي ثالث أكبر المدن اليونانية، بعد العاصمة أثينا ومدينة ثيسالونيكي شمالا، وقد أطلق المحافظ فعاليات الاحتفالات السنوية بالكرنفال، التي استمرت حتى يوم الأحد الأول من مارس (آذار) ،
وتعتبر من أضخم مهرجانات السياحة والطرب والرقص في اليونان والعالم.
![]()
السائح القادم إلى باترا، يكتشف من الوهلة الأولى أنه في مدينة ساحرة الجمال، سواء من مواطنيها الذين يتمتعون بدرجة عالية من الأناقة والجمال، أو من مبانيها الكلاسيكية، وشوارعها الفريدة، والهندسة المعمارية التي تتميز بها المقاهي والمطاعم والحانات، بجانب أنها مدينة ساحلية، وفيها أحد الموانئ الرئيسية في البلاد.
![]()
قصة الكرنفال:
أصبح كرنفال باترا حاليا من الاحتفالات المقبولة من كافة الطبقات الاجتماعية، بعد أن كان في الأعوام المنصرمة يجري في إطار حفلات الترفيه للبلدية، فيوجد هنالك أكثر من ورشة فنون خاصة بالكرنفال، حيث يتاح للناس من كل الأعمار فرصة اختيار مهاراتهم، وهم بذلك يكونون مستعدين لاستقبال وليمة كبيرة تبدأ منذ الأسبوع الأول من فترة الأسابيع الأربعة، إلى أن تصل إلى الأحد الأول من فترة الصوم الكبير.
![]()
ومنذ بداية الاحتفالات، يبدأ المقيمون بشواء اللحوم في الشوارع والساحات والأرصفة والحوانيت، حيث تعبق رائحة الشواء في كل مكان، وتستمر الولائم والمآدب.. ومن كل حدب وصوب تتجه أنظار الناس لتقع على ناس يمتعون أنفسهم، وتزدحم المقاهي المحلية وساحة جورجيو وشارع القديس نيكولاو وكل موقع ومكان بأناس يقدمون مهاراتهم.
يشارك في تنظيم الاحتفالات نحو ألفي متطوع ومتطوعة من أبناء المدينة، بينما يصل المشاركون في الرقصات والموسيقى والطرب إلى عشرات الآلاف من مناطق مختلفة، سواء من داخل اليونان، أو من خارجها.
وهناك أنواع متعددة من الأغاني والرقصات، نذكر منها الرقص الساهر، والرقص السريع والمفاجئ، والرقص البلدي، والرقص الخاص لباترا، والرقص الأرجوازي، ورقص المرح والبهجة، والرقص الأوليمبي، والرقص الأحمر والرقص التقليدي من الدول المختلفة، وأنواع أخرى كثيرة ومختلفة من الرقصات، وكلها تعبر عن المرح والسعادة.
بوربوليا:
وهو نموذج مختلف من أنواع المرح والمتعة التي يجدها السائح خلال كرنفال باترا، حيث ترتدي النساء أقنعة سوداء، ويغطين وجوههن وأياديهن، وفي الليل يذهبن إلى مسرح المدينة، من دون معرفة هويتهن، وهنا يكون مغزى المرح والمتعة.
![]()
وهذا النموذج في الكرنفال نشأ في باترا ومشهورة به، وهي لعبة تبدأ عند اقتراب الكرنفال من نهايته، وتصل ذروتها عند قدوم المسيرة الكبرى.
كما تنظم في الساحات والميادين الكبيرة في المدينة مسرحيات وعروض ومسابقات في الغناء والرقص، كما يقوم مَنْ يُسَمّون «رجال اللجنة» بالتأكد من أن كل شيء خاضع للسيطرة، وتكون المسيرة الكبيرة في عطلة نهاية الأسبوع، وكذلك يتحرر المقيمون من الطقوس المعتادة في حياتهم السياسية والاجتماعية، وتبدو المدينة بأكملها وكأنها مدعوة إلى الحفل، وتطلق الألعاب النارية في عنان السماء، ولا يكف أحد عن المرح حتى ساعات الفجر الأولى.
![]()
منقولholidays
المفضلات